النظر الى المخطوبه

يلزم الحديث عن النظر الى المخطوبه على سبيل الرخصه

الحديث في عده نقاط هامه وهى :

أولا : الوصف الشرعى للنظر الى المخطوبه :

في الأصل انه لا يجوز النظر الى المراه الاجنبيه وكذلك الرجل الاجنبى والدليل على ذلك

قوله تعالى : ( قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم ان الله خبير بما يصنعون . وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن )

سوره النور الايتان 30 ، 31 ؛

ولكن يرخص النظر لضروره شرعيه ؛ ومن بين هذه الضرورات أراده الزوج من امراه ما ؛وعسى ان تدوم الموده وتحسن العشره وتطيب العيشه معا ان تبلورت الخطبه الى زواج اى عقد نكاح ؛ على ان تقدر الضروره بقدرها اذ التوسع فيها رجوع الى المحظور ؛ والترخيص هنا على سبيل الارشاد اباحه او استحبابا لا على سبيل الوجوب ؛ ولان النبى صلى الله عليه وسلم

قال : ( فان استطاع ان ينظر منها …………)

فتلك الصيغه الا تذكر في الواجب ؛ وأيضا المخطوبه لها حق النظر

الى الرجل مما ظهر منه دون ما بطن ؛ لان المراه يعجبه من الرجل ما يعجبه منها ؛ وليس انصافا فى العرف

او الشرع اجبار المراه على الزواج من رجلا لن تقبل

ثانيا : ضوابط النظر الى المراه المخطوبه :

اباح الإسلام لمن يريد الزواج من امراه ما ان ينظر الى وجهها ويديها للكوع

ومعنى ذلك انه يستدل من الوجه حسن المراه من عدمه ؛ ومن اليدين يستدل على خصوبه البدن وطراوته من عدمهما ولا باس ان يكرر النظر ويتامل المحاسن

ان طاب قصده وشرف غرضه ؛ اذ انه لا يحصل الغرض المطلوب

من اول نظره اليها ؛ ولا باس اذ ينظر لجسدها وعليها ثياب ما لم يكن رقيقا او شفافا ؛ ولا يجوز له ان يلمس وجهها وكفيها وان امن الشهوه ؛ ولا يخلو بها في غير ذي محرم ؛واذا لم يتمكن من النظر اليها لاى سبب من الأسباب سواء كان اعمش او خجول ؛لذا يجوز له ان يرسل اليها امراه ذات ثقه تتاملها ؛ وترجع اليه بالخبر اليقين
الدليل على ذلك ؛ عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم – بعث ام سليم الى امراه ؛ فقال : ( انظرى الى عرقوبها وشمى عوارضها ) وفى روايه ( وشمى معاطفها)
والعرقوب : العصب الغليظ الموتر فوق عقب الانسان ؛ والمعاطف : هي ناحيتا العنق ؛ والعوارض : هي الاسنان التي في اختبار رائحه الفم

ثالثا :مدى الاكتفاء بالاذن الشرعى في النظر الى المخطوبه :

يرى جمهور الفقهاء بان الاذن الشرعى كاف للنظر الى المخطوبه وذلك سواء رضيت بالنظر او لم ترض


الدليل على ذلك قول جابر رضى الله عنه( فكنت اتخبا لها حتى رايت منها ما دعانى الى نكاحها )
فو كان النظر يتوقف على اذن المراه لما فعل هذا جابر ؛ ولكن فضل المالكيه استاذان المراه في ذلك او وليها :

حتى لا يتطرق اهل الفساد الى رخصه و

ذلك في النظر الى محارم الناس وبحجه انهم يريدوا الخطبه
الا ان ذلك يمكن مناقشته بانه في المفروض على اى امراه ان تكون ساتره لعورتها ؛ ثم ان استاذنها يؤدى الى امرين :

الأول : ان النظر يكون قبل ابداء راى الخاطب لها ؛ ويكون المقصود منه ان تكون مناسبه له

ام لا فان كانت مناسبه له فيستاذن الخاطب ليكمل مسيرته ؛ وان كانت غير مناسبه فلا يكمل ولا يستاذن ؛

والثانى لو علمت المراه ان الرجل ينظر اليها فانها تتجمل وتتزين وتخفى ما بها من عيوب

رابعا :الوقت المناسب للنظر :

انسب الأوقات في النظر الى المخطوبه بعدما يعزم الرجل على الخطبه وقبل الخطبه

؛ خوفا ان تتغير رغبته ؛ فيترك المخطوبه ان تعانى من الام نفسيه

ولا باس من النظر قبل العزم على الخطبه ولا بعد الخطبه من باب زياده التثبت خشيه ان يكون في النظر الأول لسبب ما

اقرا المزيد عن الخطبه